مِن خَيرِ ما أُلِّفَ في التَّفسيرِ للمُبتَدئ كتاب «تَيسيرُ الكَريمِ الرَّحمَنِ في تَفسيرِ كلامِ المَنَّانِ» للشَّيخ العلَّامةِ عبدِ الرَّحمن بن ناصرٍ السِّعديِّ رحمه الله (ت 1376هـ)، فإنَّه كِتابٌ مُختَصرُ العِبارَةِ، كثيرُ الفائِدَةِ، نهَجَ مُؤلِّفُه فيه مَنهَجَ أهل السُّنَّة في أبوابِ الاعتِقادِ، وتلقَّاهُ عُلماءُ هذا العصر بالقَبول، وأثنَوا عليه، وأوصَوا بقِراءَتِه وتدَبُّر ما فيه، وقد طُبِعَ هذا الكِتابُ طَبعاتٍ عَديدَةً جُلُّها على هامش صَفحاتِ المُصحَفِ، وقد ارتَأينا إعادة إخراجِه في حُلَّةٍ جَديدَةٍ تَكونُ أقرَبَ إلى القارئ، مع بعض الإضافاتِ المُفيدَة، واقتَصَرنا في هذا الجزءِ على سورَةِ الفاتِحَةِ الَّتي هي أفضَلُ سورَةٍ في القرآنِ، وآيةِ الكُرسيِّ الَّتي هي أعظَمُ آيةٍ، والجُزء الأخير مِن القرآن الَّذي هو أكثر ما يقرَأُ به النَّاسُ في الصَّلاةِ، وسَنقومُ بإكمال باقي أجزاءِ القرآنِ على نفس النَّهجِ بإذن الله تَعالى في أجزاءٍ تَأتي.
وفيما يلي بَيانُ مَنهجِنا في هذا الكِتاب:
- كِتابة آيات القرآن بالخَطِّ العُثمانيِّ لمُصحفِ المَدينَة المُنوَّرة.
- تحقيقُ نصِّ تَفسير السِّعديِّ رحمه الله على أشهر الطَّبعات المَوجودةِ، مع ضبطِ الكلِماتِ المُشكِلَةِ.
- إضافةُ جداوِلَ لمَعاني الكَلِماتِ في كلِّ سورَةٍ، مُستنبَطَةً في غالِبِها مِن كلام المؤلِّف رحمه الله، مع إضافاتٍ يسيرَةٍ عند الحاجةِ.
- إضافة عددٍ مِن الفوائدِ عقِبَ كلِّ سورَةٍ، وغالِبُ هذه الفَوائِد مَأخوذٌ مِن تَفسير الشَّيخ العلَّامة محمَّد بن صالحٍ العثيمين رحمه الله (ت 1421هـ)، وهو أخصُّ تلاميذِ المُؤلِّف رحمه الله، وأقرَبُهم مِنه مَنهجًا.
- إضافة بعض الأسئلةِ في آخر كلِّ سورَةٍ تُمكِّنُ القارِئَ مِن تَقييمِ تَحصيلِه وضبطِه لما قرأَهُ في الكِتابِ.